الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

أخطاء فى الصلاة يقع فيها الكثير منا


كما تعلمون أن أهم العبادات في شريعتنا الغراء هي الصلاة بل هي عمود الدين كما سمّاها إمام المتقين صلّى الله عليه وسلم وهي العبادة الوحيدة التي يكفر المرء بتركها.

ولمّا كانت الصلاة بهذه المنزلة العظيمة بين سائر العبادات كا ن لزاماً على المسلم أن يهتم بها وأن يؤديها على هيئتها المطلوبة شرعاً بكامل أركانها وواجباتها وسننها فقد صلّى النبي صلّى الله عليه وسلم وأمر الأمة بقوله : (صلوا كما رأيتموني أٌصلي)

لكن الواقع أن كثير من الأخطاء تشيع بين المسلمين في صلاتهم وتختلف هذه الأخطاء في الدرجة بحسب أفعال الصلاة من أركانٍ وسننٍ وواجبات... قد لا أتمكن من حصرها ولكن أردت التنبيه على بعضٍ منها وهي :


1) ترك الخشوع في الصلاة , والخشوع معناه قيام القلب بين يدي الله في انكسار وخضوع وأيضاً هو استحضار لعظمة الله تعالى في القلب . فما منزلة الخشوع من الصلاة؟ إنه ركن من أركانها في قول جمهور أهل العلم- خلافاً للحنفية- وهو القول الراجح المؤيد بالأدلة
نعم هو الركن الأكبر في الصلاة بل هو أعظم المقاصد المنشودة منها فتركه يعني بطلان الصلاة بالكلية.
قال الله تعالى : {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
بل إن الخشوع يطرد الملل في الصلاة ويجعل الله فيها قرة عينٍ للمؤمن فلا يستثقل الصلاة قال جلّ شأنه : {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}

**********************************

2) ترك الطمأنينة في الصلاة , والطمأنينة تعني سكون كامل الأعضاء أثناء أداء أفعال الصلاة وهي ركن من أركان الصلاة كما ذهب إليه الجمهور خلافاً للحنفية .
والصحيح ما ذهب إليه الجمهور لما أخرج البخاري ومسلم من رواية أبي هريرة (أن رجلاً صلى في المسجد ركعتين ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع فصل فإنك لم تصل مرتين أو ثلاث فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا. فعلمني ما يجزئني في صلاتي فقال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم اجلس حتى تطمئن جالساً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)

**********************************

3) ترك تسوية الصفوف , وهي واجبة على الصحيح من قولي العلماء ومعناها ألا يتقدم أحد على أحد بحيث تتحاذى الأبدان من الأعلى والأسفل والعبرة في الأعلى بالمناكب وفي الأسفل بالأكعب (الأعقاب)
كذلك يجب سد كل الفرج (الفتحات) في الصف وهنا ينبغي التنبيه على أن أكبر أسباب وجود الفرج في الصف هو تباعد قدمي المصلي عن بعضهما .
وقد وردت كثير من الروايات عن النبي صلّى الله عليه وسلم في الأمر بتسوية الصفوف عند الصلاة منها :
(سووا صفوفكمْ , فإِنّ تسوِية الصف من تمام الصلاةِ) وفي رواية (من إقامة الصلاة) وقوله (سوّوا صفوفكم) وقوله (استووا , ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم) وغيرها من الروايات الصحيحة في هذه المسألة.


**********************************

4) قول (ربنا لك الحمد والشكر....) بعد الرفع من الركوع والخطأ هنا هو زيادة كلمة (الشكر) فإنها لم ترد في الدعاء المأثور بعد الرفع من الركوع , وإنما الصحيح الاكتفاء بكلمة (الحمد) فهي بمعنى الشكر والثناء وقد سٌئل عنها العلامة محمد بن صالح العثيمين ونهى عن قولها , وسٌئل أيضاً الإمام ابن باز وقال لم ترد وإن قالها فلا بأس وتركها أفضل.
ومعلوم أن الإتباع أولى من الإبتداع فيكتفى بالدعاء الوارد في الصحيح وهو (ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد) وفي رواية (ربنا لك الحمد..) بدون حرف الواو , مع اختلاف يسير في بعض الروايات.
كذلك مما ورد في الصحيح بعد هذا الدعاء (أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) -صححه الألباني-


**********************************

5) القول في الجلسة بين السجدتين : (ربي اغفر لي ولوالدي) والخطأ هنا زيادة كلمة (ولوالدي) فإنها لم ترد في الدعاء المأثور وإنما الوارد في الصحيح (ربي اغفر لي وارحمني) وورد عدد من الروايات استحسن العلماء الجمع بينها فتقول :
(اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واجبرني وارفعني واهدني وارزقني) هذا الثابت في الصحيح.



**********************************

6) عدم رفع اليدين في مواضع رفعها , وترفع اليدين في الصلاة في أربعة مواضع هي :
- عند تكبيرة الإحرام .
- عند الركوع .
- عند الرفع من الركوع .
- عند القيام من التشهد الأول .

ومقدار رفع اليدين أن يرفعها إلى ماحاذى أذنيه لا يزد ولا ينقص .
وقد ذهب أكثر العلماء إلى أن رفع اليدين في هذه المواضع سنة من سنن الصلاة وذهب قليل منهم إلى وجوبها لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (صلوا كما رأيتموني أصلي)

هذا ما أردت التبيه عليه ولا تنسوني من صالح الدعاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق